السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كان الوقت متأخرا جدا لكنني لم أنم بعد وتلك كان عادتي منذ زمن
كنت أدخل غرفتي وأشغل التلفاز والموسيقى و الكمبيوتر ...ولا أستخدم أيا منها ..
رن الهاتف في تلك الساعة المتأخرة التي لم أعتد على تلقي المكالمات في مثلها من الساعات ..
كان صوتا أعرفه جيدا و طالما كنت أسمعه بل وأعتبره الموسيقى التي لا أنام إلا عليها ...لكنه إنقطع عني منذ سنين
لم أكن لأخطىء فوالله إني لأعرف صوتها دونا عن كل النساء ...
أظن أنك لا تذكرني أنا.......
بلى أذكرك بل وكيف لي أن أنساك أنت من كنت أظن أنك نسيتني
وراحت تسأل عن أحوالي وعن عملي وعن أصدقائي وعن كل تفاصيل حياتي التي كان من المفروض أن تشاركني فيها
اسئلتها المتواصلة و الكثيرة جعلتني أتنبه إلى نقطة لم ألحظها من قبل ، فبالرغم من كل تلك السنين التي انقضت ، إلا أن حياتي لم تتغير
نفس الأصدقاء نفس العمل نفس المكان ، نفس البيت
كانت أسئلتها وحديثها لا يزال متواصلا لكنني لم أكن أسمع ما كانت تقول فقد سرحت بخيالي بعيدا اكتشفت لأول مرة بعد كل هذه السنين أن حياتي توقفت عند ساعة رحيلها
ما الذي جعلك تتذكرينني بعد كل هذا الوقت ؟
لكنني لم أنساك حتى أتذكرك من جديد
مازال أسلوبك في الحديث لم يتغير ...ماذا لم يتغير فيك كذلك ؟
حنيني إليك ..مازلت أرى اللحظة في بعدك عاما ومازلت....
وماذا عن السنسن التي اختفيت فيها ؟
أترى الحديث في الهاتف مناسبا لشرح مثل هذا الموضوع ؟
لا تقصدين أن.....
أجل نفس المكان الذي كنا نلتقي فيه وفي نفس الوقت كذلك سأنتظرك.
وأقفلت السماعة أكيد أنها خافت أن أرفض لقائها ، فليكن ..لن أذهب انتظرتها سنين ولم تأت فلتنتظرني ليوم فقط اتتعرف بعضا مما عانيت طول هذه السنين
لم أستطع أن أنام تلك الليلة وبت أفكر فيها
أين كانت كل هذه السنين ؟
أكيد أنها تزوجت ولم تعد إلا بعد انفصالها عن زوجها
هل تظن أني ما زلت أحبها ؟
هل تظن أنني سأذهب للقاءها غدا ؟ ثم ارتسمت ابتسامة على وجهي لم أعي معناها حتى الان ...
اتجهت إلى عملي في الصباح الباكر على غير عادة ، فأنا لم أنم ليلة أمس ، دخلت مكتبي وطلبت فنجان قهوة لعله يزيل الصداع الذي أحس به
يدخل صديقي المكتب لأباغته بسؤالي
تصور ماذاحدث معي الليلة الماضية ؟
تقصد ماجعلك لا تنام الليلة الماضة ؟
وكيف عرفت ؟
قدومك المبكر للعمل وفنجان القهوة أمامك ....لا تقل أنك عدت للسهر من جديد
ندى اتصلت ..... قلتها وأنا ابتسم
وأنت سعيد لاتصالها ؟؟أكيد أنك أغلقت الخط في وجهها
لم افعل حدثتها لأزيد من ساعة ....تصدق أنها تتابع كل أخباري وتعرف عني كل شيء
عن أي أخبار تتحدث ؟؟ لم يتغير في حياتك شيء منذ رحلت أنت لا تزال كما تركتك منذ سنين
و كيف عرفت أن حياتي لم تتغير إن لم تكن تتابعها ؟؟
أتظن أنها لا تزال تحبني ؟؟
بل أظن أنك فقدت عقلك
كفاك من هذه التعليقات فقد طلبتك لأستشيرك فهي تطلب مني أن نلتقي اليوم
أكيد أنك لن تفعل حتى بدون أن أشير عليك
لكنني سأذهب أريد أن أراها فقط
لا أدري ما الذي جعل صديقي يخرج من المكتب وكأنه غاضب ، فلا شيء يستحق
كنت نسيت فعلا أنني قررت أن لا أذهب إليها وأجعلها تنتظر ني
كنت أفكر في الذهاب إلى البيت للاستحمام وتغيير ملابسي لألقاها في كامل أناقتي لكن دقات خفيفة على الباب قطعت أفكاري لأتفاجأبها تدخل علي المكتب
.... صمت رهيب احسست به لأول مرة في حياتي فقد عجزت عن إيجاد العبارة المناسبة لتلك اللحظة
هل يجب أن أرحب بها أو أن أطردها من مكتبي أو أن أتصنع البرود اتجاهها
وبقيت واقفا للحظات بدت لي كأنها أعوام كتلك التي غابت فيها عني ..
لتقطع هي ذلك السكوت
أعرف أنك كنت تفكر في عدم الحضور
إذن فأنت تعرفين أني أريد أن لا ألقاك
لا بل تريد لكنك خائف
وتصنعت الابتسامة من جديد
أنا أخاف ؟؟ و ممن ؟ اكيد أنك نسيت من أكون
لأنني لم أنسى ...أعرف أنك فد تفكر في عدم المجيء
لكنك هنا الأن لماذا تريدين أن نلتقي ؟
كنت اتعجب في داخلي من هذا الأسلوب في الحديث والذي لم يكن يوما ما اسلوبي في التعامل مع الناس أيا كانوا حتى من كنت أعتبرهم أعدائي كنت أعاملهم بلطف و لين أكثر منت هذه التي كانت في ما مضى حبيبة قلبي
لا أريد أن نتحدث هنا جئت فقط لاصطحابك
لم اعرف ما الذي جعلني أنقاد لها بتلك السهولة ، وخرجنا سويا بعد ان أقفلت باب مكتبي لأسير خلفها وأتذكر أيام كانت تأتي إلى المكتب لننزل سويا ..
نسيت حتى أن أدقق في ملامحها لأتأكد هل تغيرت كثيرا
أصبحت الان تصبغ شعرها باللون الأصفر ووزنها لقد زادت في الوزن بشكل ملحوظ ، لكنها ما زالت جميلة على ما يبدو ، بل أكثر جمالا من ذي قبل
تقف عند مدخل المبنى
هل نذهب بسيارتي أم بسيارتك ؟
و عندك سيارة أيضا ؟ على كل أفضل سيارتي
وأشير إليها
إنها هناك في أخرالشارع
وركبنا السيارة و انطلقنا نحو المكان المنشود : قاعة شاي تقع بالقرب من الجامعة وكنا نتردد عليها بشكل يومي أيام كنا حبيبين
لماذا هذا المكان بالتحديد ؟
لأنها أول مكان خطر على بالي
فقط ؟
لا وأنت تعرف السبب الحقيقي
آه فقط لو أعرف ماذا تريد مني ، أكيد فهي تذكر إلى أي درجة أتعلق بالذكريات
أين كنت كل هذه الفترة ؟
لا تستعجل سأحكي لك كل شيء بالتفصيل حين نجلس
وصلنا إلى الكافتيريا ونزلنامن السيارة واتجهنا نحو الباب
توقفت للحظات وهي تسير أمامي .........كأن الزمن عاد نحو الوراء
يتبع...